شهد العالم في السنوات الاخيره تطورا تكنولوجيا وتقنيا هائلا أضاف
بصمته على شتى المجالات المختلفه ومن هذه المجالات التي طغى عليها التطور
التكنولوجي لدرجة يصعب فيها ملاحقة كل ماهو جديد فيه بشكل يومي ، ولعل صيحة برامج
الثري دي التي قدمت للجمهور في أواخر الثمانينات أحدثت ضجه كبيره في عالم النمذجه
والبناء الحركي ، فقد إستطاعت هذه البرامج تحويل الخيال إلى واقع بصري ملموس و
تشعبت مجالات الثري حتى دخلت في مجالات عدة يصعب حصرها وأصبحت من مهام هذه البرامج
رسم وتصوير الخيال وتحويله الى واقع، تحت شعار العلم يقود الخيال.
ومن أكثر وأشهر المجالات التي غزتها برامج الثري دي هو المجال
السينمائي والفني (الإنتاج الفني) ، ويعد هذا المجال من أكثر المجالات التى تدر
على أصحابها أرباحا خياليه رغم ميزانيات الانتاج الضخمة الذي يقف عقبة كبيرة أمام
المنتجين والمخرجين على السواء ، ولكن كأى عمل مربح يسعى مموله لتقليل التكلفة وزيادة
هامش ربحيتة،يلجأ الكثير من العاملين في هذا المجال للإستعانة بالتقنيات الحديثه
للتقليل من تكاليف العمل وكذلك تصوير اللقطات المستحيلة الحدوث كإنفجارات الكواكب أو تحليق أسراب ضخمة من الطائرات فوق مدينة
بعينها أو تسلق شخص ناطحة سحاب أو إنفجار
الطائرات وسقوطها في الماء أو على اليابسه أو الصعود إلى سطح القمر أو ظهور كائنات
منقرضه على سطح الأرض أو تصوير كائن فضائي يتحدث مع أحد أبناء كوكب الأرض أو
الدخول إلى باطن و أعماق كوكبنا أو تصوير الحرب العالمية الأولى أو الثانية بكل
مافيها من أسلحة وجنود ومعارك ودمار ، أو الإنفجارات الضخمة التي تهز المدن
وتحولها إلى أشلاء أو تصويرأعداد وعتاد الجيش الإسلامي بالفيلم التركي ( الفاتح) في فتح مدينة القسطنطينية أوأو ...إلى آخره ، كلها مشاهد من المستحيل تصويرها واذا غضضنا
الطرف عن الاستحالة في بعضها فسيصعب علينا تصويرها إلا من خلال ميزانية ضخمة
بأرقام فلكية قد لاتحقق للمنتج هامش الربح المرتجى، ورغم أن تكاليف التصميم ثلاثي
الأبعاد أيضا باهضه ومرتفعه وتحتاج الى ميزانية
ضخمه إلا أنه مهما بلغ إرتفاع ميزانيتها الا أنها ستظل أقل تكلفة من تصوير المشهد
على حقيقته كما كتب في سيناريو العمل مع التأكيد على خيالية وصعوبة تصويره ولك أن
تعلم أن فيلم تيتانك الحاصل على أكثر من 11 جائزة أوسكار تم إخراج مشاهده
بالإستعانة بأكثر من 300 مصمم ومخرج ثري دي ولعل الثلاثمائة مصمم ومخرج وفروا على
طاقم العمل جهد تصوير مشاهد يصعب بل من المستحيل تصويرها ولذا كان الملجأ والملاذ
الوحيد للخروج من هذا النفق هو إستبدال المشاهد الحقيقية بمشاهد خيالية من صنع
الحاسب الآلى أو رسم بعض المجسمات
المحاكية للواقع ودمجها مع الأبطال الحقيقيين للعمل فعلى سبيل المثال من الممكن أن
نصور مشهدا لشارع التحلية بمدينة جده ، وعن طريق إحدى برامج الرسم الثلاثي الأبعاد (ثري
دي ماكس – مايا ) نستطيع أن نرسم طبق طائر
يهبط من السماء في قلب الشارع مع مراعاة ذهول الناس وتوقفهم عن الحركه اثناء تصوير
المشهد الحي الأول ، وعن طريق إحدى برامج المونتاج (الأدوبي بريمير – الفاينال كت برو)
نستطيع دمج المشهدين من خلال تقنية معروفة
بإسم :
Alpha chanel
ومعناها قناة الشفافية
المسئولة عن عملية دمج المشهدين ومن خلال هذه التكنولوجيا البصرية نستطيع أن ننتج
من خلال الحاسوب الاف الخدع السينمائية والتلفزيونية وبسيناريوهات مختلفه ولعل هذه
الجزئية سيكون مجالها في مقالات لاحقه .
وقدمت البرامج الثلاثية مفاجأة للعالم في عام 2009 بالمشاركة في صناعة
فيلم أفاتار الذي وضع بصمات جديده وخيالية في صناعة السينما فقد إستخدم الثري دي
سابقا في وضع مجسمات محاكيه يتم دمج الممثل وعناصر العمل مع هذه المجسمات وقد يضطر
المخرج لتصميم شخصية العمل أحيانا بالثري دي كما في فيلم (الرجل العنكبوت) الذي
يتسلق مباني المدينه بشكل سلس ويتم ذلك من خلال رسم الشخصية بشكل ثلاثي ولا مانع
في وضع بعض المجسات على أجسام الشخصيات الحقيقية ويتم تسجيلها على الحاسوب ومن ثم
أخذ هذه الحركات المسجله وتطبيقها على أحد الشخصيات المرسومه ببرنامج الثلاثي
الأبعاد ، ولكن القفزة الحقيقية في هذا
المجال كانت في فيلم أفاتار فقد وصل التطور في هذه البرامج إلى حد بعيد يصعب على أكثر المهتمين أو
المتفائلين في هذا المجال بتخيله ، فقد إستطاع منتجي ومخرجي الفيلم ولأول مره في
تاريخ صناعة السينما أن يسجلوا وينقلوا حركة الممثلين وكذلك تعبيرات وجههم الى
الشخصيات المرسومه بالثري دي فسابقا في فيلم بات مان او سوبر مان كان من الصعب ايضا رسم شخصيه كرتونية ترتدي ملابس
بطل الفيلم وتقوم بحركاته الصعبه بدأ من الطيران وصولا الى القفز بين أسطح العمائر
ولكن أن يصل بنا التقدم في هذا العلم أن نرسم شخصية كرتونية تندمج وتنصهر مع
الممثل ولا تكتفى بنقل التعبير الحركي
واللفظي فقط بل وأيضا تقوم بنقل كافة المشاعر وتعابير الوجه التي يقوم بها الممثل
، امام هذا التطور الهائل لا نستطيع إلا أن نتذكر قول الله تعالى في كتابه الكريم
( وعلم الإنسان مالم يعلم) وقال ايضا في كتابه الكريم ( وما أوتيتم من العلم إلا
قليلا ) .
فتجد أعتى شركات السيارت في العالم لا تستطيع الإستغناء عن برامج
التصميم والنمذجة الثلاثية لرسم سيارتها قبل تصنيعها وتسويقها لطرحها في الأسواق.
ولا تستطيع شركه أو منشأه لها
طابع صناعي أو تجاري أن تطرح منتج ما قبل أن تصممه على شكل ثلاثي الأبعاد لتتأكد
أن شكل منتجها الخارجي يغري المستهلك ويحفزه على عملية الشراء .
ويعد مجال التصميم المعماري والإنشائي من أكثر المجالات في المملكة العربية السعودية
إحتياجا للثري دي فكل المشاريع المعمارية الصغيرة منها والكبيرة لايستطيع المالك
أن يخطو خطوة واحده في تنفيذها قبل تصميمها في شكل ثلاثي الأبعاد محاكي للواقع
ولعل السؤال الأكثر شيوعا ما الذي يجعل الشركات المعمارية أو الممولين للمشاريع
الهندسية أن تتكبد هذا الكم عالى التكلفة من تصميم المنشآت على شكل ثلاثي الأبعاد
والإجابة بسيطه جدا ، فتتحمل الشركات الهندسية أو شركات المقاولات عبئ تكلفة التصاميم
الثلاثية لتستطيع إقناع الممول سواء كان (قطاع حكومي أو قطاع خاص ) بفكرة المشروع
و ضمان إرساء عقد التنفيذ عليهم وغالبا ما تقدم الشركات الهندسة هذه الخدمة للعميل
مجانا وهي بالطبع ليست مجانية ففي الواقع يضاف قيمة تكلفة التصميم على التكلفة
النهائية للمشروع.
ولإجابة الشق الثاني من السؤال لماذا يلجأ ممول المشروع في الإصرار على
تقديم رسومات ثلاثية قبل تنفيذ المشروع ، ببساطه يستفيد ممول للمشروع من الرسومات
الثلاثية في أكثر من شق الشق الأول أن الممول يستطيع أن يرى فكرته الهندسية قبل
تنفيذها وتطويرها ومناقشة مواضع القوة والضعف في تصميمه قبل مرحلة البدأ في
التنفيذ أما الشق الثاني فله بعد دعائي و تسويقي مهم للعميل وخصوصا إذا كان مشروعه
الهندسي يهدف للربح فحين يتم الانتهاء من التصميم يقوم العميل بطبع لوحة كبرى
للمشروع أمام موقع العمل وهذه اللوحة تحقق لمبناه بعض من أهدافة الدعائية و
التسويقية وقد يلجأ للفيديو في إقناع عميله للشراء في مبناه رغم انه قيد التنفيذ
وهنا يأتي دور التصميم الثلاثي في إقناع العميل بعملية البيع .
ولعل جيوش دول العالم الحديثه لا تستطيع الإستغناء بأي حال من الأحوال
عن التصميم ثلاثي الأبعاد فسابقا ومنذ عهد الصحابة والفتوحات الإسلامية كانت تخطط
المعارك على شكل خريطه ترسم على جلود
الحيوانات ويتم شرح المعركة عليها ، وتطورشكل
الرسومات العسكرية الى أن رسمت على شكل مجسمات مصغرة كرتونية حيه ملموسه يستطيع
القادة العسكريين أن يشرحوا فكرتهم عليها ،أما الآن وفي عصر النانو ثانية أصبحت
هذه المجسمات الصغيرة لا تلبي الغرض أو الإحتياج وأصبحت الحاجه ملحة لتصميم وانتاج
أفلام فيديو ثلاثية الأبعاد يتم من خلالها رسم المعارك وتحريك الجيوش والقطع العسكرية
بشكل إفتراضي محاكي للواقع وأصبحت الحاجه ملحة أكثر للبرامج الثلاثية الأبعاد لرسم
وشرح تفصيلي لأي قطعة عسكرية جديده تدخل
الجيوش و للبدأ في إستخدامها وتدريب وتعريف الطلاب والمتدربين والأفراد و الضباط
والملتحقين بالمجال العسكري على مكوناتها وأدق تفاصيلها بدأ من الصامولة والمسمار
الصغير وصولا للصواريخ والراجمات وأعتى الأسلحة وأكثرها تعقيدا، ويتم تدريس الحروب
والمعارك العسكرية القديمة والحديثة منها
في المعاهد والكليات العسكرية عن طريق رسمها وإخراجها في فيلم ثلاثي الأبعاد يوضح
للطالب العسكري فكرة المعركة وكيفية إدارتها وأتذكر هنا أحد الطيارين المصريين
الشهداء الذي ناور بطائرته بشكل خرق به قواعد الطبيعة والطيران معا مما إضطر
الاسرائيليين لتصميم المعركه الجوية بتقنية الثري دي لتدريسها في كلياتهم
والإستفادة من تفوق الإنسان على الآلة .
وتجد علماء وكالة ناسا الفضائية
يعكفون على رسم أي رحلة لهم إلى الفضاء الخارجي عن طريق برامج الثري دي ونمذجتها
بشكل واقعي وحقيقي حتى يتسنى لهم ذكر أدق التفاصيل في رحلتهم المرتقبه ولعل من
أشهر رحلات وكالة ناسا هي رحلة المسبار
الفضائي كوريوسيتي الى كوكب المريخ وأنتجت ناسا فيلما ثلاثي الأبعاد لوصف الرحلة بشكل تفصيل يتناولت مصاعب الرحلة وأهم العقبات
التي واجهت المسبار أثناء هبوطه.
وكثيرا من المفكرين أو العلماء أو المخترعين مايلجأوا لتصميم أفكارهم على شكل ثلاثي الأبعاد
حتى يستطيعوا الحصول على برائات إختراعاتهم من الجهات المختصه وكذلك لتسويق
أفكارهم لدى الشركات وأصحاب رؤوس الأموال المموله
وكثيرا من المفكرين أو العلماء أو المخترعين مايلجأوا لتصميم أفكارهم على شكل ثلاثي الأبعاد
حتى يستطيعوا الحصول على برائات إختراعاتهم من الجهات المختصه وكذلك لتسويق
أفكارهم لدى الشركات وأصحاب رؤوس الأموال المموله






ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق